“فيلم أمنية أخيرة مستوحي من تجربتي الشخصية وهذا ما أقلقني” (حوار)

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


مخرجة وكاتبة سينمائية، تُعد واحدة من الأصوات الإبداعية الصاعدة في عالم السينما العربية. بإبداعاتها المستوحاة من تجارب شخصية عميقة ومن الواقع الاجتماعي المعاصر، نجحت عريب في تقديم أعمال تلامس قلوب المشاهدين وتثير أسئلة وجودية وإنسانية في آنٍ واحد.

بفيلمها  “أمنية أخيرة”، الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45، تأخذنا  في رحلة عاطفية تجمع بين المأساة والأمل، مُستلهمة من قصتها الشخصية لتصوغ رؤية سينمائية تستكشف قضايا الحياة والموت والعلاقات الإنسانية بجرأة وإحساس مرهف حديثنا عن المخرجة عريب زعيتر.

كيف بدأت فكرة فيلم “أمنية أخيرة”؟

الفيلم جاء من تجربة شخصية عشتها مع جدتي. كانت مصدر إلهام لي، وعندما رأيتها في أيامها الأخيرة، بحالة صعبة داخل المستشفى ومتصلة بالأجهزة الطبية، شعرت أن الوضع لا يعبر عن كرامتها. من هنا استلهمت فكرة الشخصية الرئيسية في الفيلم، وعلاقتها بجدتها وكيف تصرفت عندما رأت جدتها في هذا الوضع.

ما التحديات التي واجهتك أثناء تنفيذ الفيلم؟

أكبر تحدٍّ كان محدودية الحوار بالفيلم، حيث اعتمدت بشكل كبير على المشاعر الداخلية للتعبير عن الأحاسيس بين الشخصيات. بالإضافة إلى ذلك، كان الوقت المخصص للإعداد قصيرًا، حيث استغرق التدريب على النصوص ثلاثة أيام فقط، واليومين الباقيين كانا مخصصين للتصوير. التحدي كان في أن يظهر كل ما تدربنا عليه بالشكل المطلوب أثناء التصوير.

 كيف نجحتِ في إيصال رسالة الفيلم رغم ضيق الوقت؟

الرسالة في الفيلم تدور حول الحب والتضحية، وجعلت تركيز العمل على كيفية تطور الأحداث داخل الغرفة التي تشهد الصراع. أردت أن يشعر الجمهور بأن القرار الجريء الذي تتخذه البطلة جاء من مكان حب وليس أنانية، والحمد لله كانت ردود الأفعال إيجابية وأظهرت أن الرسالة وصلت.

 ما الرسالة التي ترغبين في إيصالها للجمهور؟

الرسالة التي أود إيصالها هي أن التكنولوجيا والعلاقات الحديثة قد تعقّد طبيعة الحياة. أعتقد أن علينا احترام دورة الحياة الطبيعية، فإطالة حياة الإنسان عندما لا يكون قادرًا على الاستمرار قد تكون تصرفًا أنانيًا. هذه الرسالة تعبر عما مررت به شخصيًا، وكنت أتمنى أن أجد الجرأة لفعل ما قامت به البطلة في الفيلم.

 كيف تم اختيار الممثلين؟

بسبب إقامتي في أمريكا، أجريت اختبارات الأداء عبر الإنترنت. كنت أركز على الشخصية الحقيقية للممثلين، وكيف يمكن أن تنعكس على الشخصيات المكتوبة. العمل كان مكثفًا، خاصة في المشاهد الصعبة، مثل المشهد الأخير عندما تواجه البطلة جدتها.

 هل هناك تشابه بينك وبين شخصية البطلة سيرين؟

نعم، هناك تشابه في التفكير. كلانا نميل للتفكير العميق واتخاذ القرارات الصعبة. لكنني كشخصية أكثر خضوعًا للعرف والتقاليد، بينما سيرين تتجاوز ذلك وتركز على ما تراه صحيحًا.

 كيف استقبلتِ خبر مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة؟

شعرت بسعادة كبيرة وفخر عندما علمت أن الفيلم سيشارك في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة. هذا المهرجان له تاريخ عريق وأهمية كبيرة في العالم العربي.

 هل لديكِ مشاريع جديدة؟

نعم، هناك فيلم وثائقي طويل بعنوان “يلا باركور”، عرض لأول مرة في نيويورك، ويستمر الآن في رحلته بالمهرجانات المختلفة.





‫0 تعليق

اترك تعليقاً