الخميس 28/نوفمبر/2024 – 12:45 ص
اكتشف علماء وكالة ناسا مدينة مخفية من الحرب الباردة مدفونة تحت الغطاء الجليدي في جرينلاند، وذلك وفقًا لما نشر في الماركا الإسبانية.
ناسا تكتشف مدينة مخفية تحت الغطاء الجليدي في جرينلاند
في أعماق الجليد، وعند عمق 100 قدم، اكتشفت ناسا قاعدة عسكرية مهجورة يعود تاريخها إلى الحرب الباردة، وهذا الاكتشاف يثير تساؤلات حول المشاريع العسكرية السرية التي نفذت خلال تلك الفترة المضطربة.
تم بناء معسكر سينتشري من قبل سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي خلال ذروة التوترات في الحرب الباردة، وكان من المتصور أن يكون أكثر من مجرد منشأة عسكرية بعيدة.
وأطلق عليها اسم المدينة تحت الجليد، وكانت جزءًا من مشروع Iceworm، وهو خطة سرية لنشر صواريخ نووية قادرة على الوصول إلى أهداف سوفييتية، وتضم القاعدة شبكة واسعة من الأنفاق تمتد على مسافة 3000 ميل وتضم مواقع إطلاق 600 سلاح نووي.
وفي حين تم إبلاغ الدنمارك، التي تحكم جرينلاند بأن القاعدة كانت بمثابة موقع علمي، فإن الأهداف العسكرية الحقيقية ظلت سرية حتى تم رفع السرية عنها في عام 1997.
وكان من المقرر أن يوفر معسكر سينتشري ميزة استراتيجية في الحرب النووية، ولكن رؤيته الطموحة أحبطت في نهاية المطاف بسبب الغطاء الجليدي المتغير وغير المستقر في جرينلاند، وتم التخلي عن المنشأة في عام 1967، مع تراكم الثلوج والجليد على مر العقود، مما أدى إلى إخفاء هياكلها تحت طبقات من التاريخ المتجمد.
وعثرت وكالة ناسا على معسكر سينتشري خلال مهمة بحثية في أبريل 2024 خلال التحليق فوق جرينلاند.
وكان العلماء على متن طائرة نفاثة من طراز Gulfstream III يستخدمون تقنية UAVSAR لرسم خريطة للبنية الداخلية للغطاء الجليدي، وبدلًا من مجرد العثور على طبقات الجليد، التقط الرادار هياكل القاعدة.
وكشف نظام الرادار، الذي يرسل موجات راديوية لرسم خريطة للميزات تحت السطحية، عن صور مفصلة للقاعدة، بما في ذلك الأنفاق والمباني.
مخاوف بيئية
ورغم أن معسكر سينتشري يعد اكتشافا تاريخيا رائعا، فإن إعادة ظهوره يثير أيضا مخاوف بيئية، مع ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند بمعدلات مثيرة للقلق، ويحذر العلماء من أن النفايات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية المدفونة في القاعدة، قد يؤدي الذوبان إلى إطلاق مواد خطرة في البيئة، مما يشكل مخاطر كبيرة.
وأكد العلماء على أهمية معرفة سمك الصفائح الجليدية بدقة لتقدير تأثير ذوبانها في ارتفاع مستوى البحار، حيث أن هذا العامل يؤثر بشكل كبير على سرعة وكمية المياه التي ستضاف للمحيطات.