ارتفاع أسعار الغاز الأوروبي لأعلى مستوى منذ أكتوبر 2023

الخميس 02/يناير/2025 – 02:10 م

ارتفعت أسعار الغاز الأوروبي خلال تعاملات الجلسة الأولى في عام 2025، مع تصاعد الطلب على التدفئة في ظل استعداد أوروبا لطقس شديد البرودة خلال يناير.

أسعار الغاز الأوروبي

وصعدت أسعار العقود المستقبلية القياسية للشهر الأقرب 4.3% لتصل إلى 51 يورو لكل ميجاوات في الساعة، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2023.

وتوقفت عمليات تسليم الغاز الروسي عبر أوكرانيا في يوم رأس السنة الميلادية الجديدة، بعد انتهاء اتفاق العبور بين موسكو وكييف الذي استمر لمدة 5 أعوام دون تجديد.

ويراقب الأوروبيون الوضع لمعرفة ما إذا كان فقدان التدفقات الروسية – وهي مصدر مهم للطاقة في العديد من دول وسط أوروبا – سيؤدي إلى عمليات سحب أسرع من المخزون، ويتزامن ذلك مع توقعات بدرجات حرارة تحت الصفر في بعض البلدان، ما سيزيد الطلب على التدفئة، وقد تنخفض درجة الحرارة في سلوفاكيا – الدولة الأكثر اعتمادًا على الغاز الروسي في أوروبا – إلى 7 درجات مئوية تحت الصفر بحلول منتصف يناير.

وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنحو 45% هذا العام، ما زاد الأعباء على الأسر والصناعات في ظل محاولاتها للتعافي من أسوأ أزمة تكلفة معيشة منذ عقود، ويتزامن هذا التوقف مع توقعات بانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض الدول، ما سيؤدي إلى زيادة الطلب على التدفئة، وفي سلوفاكيا، وهي من أكثر الدول تضررا من انقطاع الإمدادات، ربما تنخفض درجات الحرارة إلى 7 درجات سلزيوس تحت الصفر بحلول منتصف يناير الجاري.

ورغم أن أوروبا من غير المرجح أن تواجه نقصا في الغاز الشتاء الحالي بفضل وفرة المخزون والإمدادات من مصادر أخرى، إلا أن المتداولين قد يواجهون صعوبة في إعادة ملء المخزون لموسم التدفئة المقبل، وصعدت أسعار الغاز لفصل الصيف المقبل لتتجاوز أسعار شتاء موسم 2025-2026، ما يجعل عملية إعادة ملء المخزون أكثر تكلفة.

و قد تكون سوريا الجديدة مؤهلة أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بدور الممر الاستراتيجي لنقل الطاقة من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا، ومع توقف تدفقات الغاز عبر أوكرانيا، ستزيد أوروبا من اعتمادها على الغاز الطبيعي المسال، بما فيها الوارد من روسيا، وسجلت موسكو أحجاما قياسية من شحنات الغاز المسال إلى أوروبا العام الماضي، لتصبح ثاني أكبر مورد بعد الولايات المتحدة الأميركية، التي بدأت مؤخرًا تشغيل مصنعين جديدين للتصدير.

ورغم ذلك، بالنسبة للدول غير الساحلية في وسط وشرق أوروبا، فإن تكلفة شحن الغاز عبر البحر إلى ألمانيا أو بولندا أو اليونان، ثم إعادة تحويله إلى حالته الغازية ونقله برًا، تجعل الغاز المسال خيارًا مكلفًا، وقدرت سلوفاكيا أن واردات الغاز من الغرب ستؤدي إلى تكاليف إضافية تبلغ 177 مليون يورو (183 مليون دولار).

وتحتاج أوروبا إلى التنافس بقوة أكبر على الغاز الطبيعي المسال العام الحالي، لا سيما في فصل الصيف عندما يرتفع الطلب على الطاقة في آسيا بسبب استخدام أجهزة التكييف، رغم أن العديد من منشآت الغاز المسال الجديدة قيد الإنشاء حول العالم، إلا أن الإضافات الفعلية للسعة الإنتاجية لن تكون جاهزة قبل عامين على الأقل.