التطورات الإقليمية تحتم تعميق التنسيق مع مصر.. وهي العمود الفقري للاستقرار بالمنطقة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا على متابعتكم خبر عن التطورات الإقليمية تحتم تعميق التنسيق مع مصر.. وهي العمود الفقري للاستقرار بالمنطقة

قال السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن، إنه تم إحراز تقدم تاريخي في العلاقات التركية المصرية خلال عام 2024 عاما، ‏موضحا أن الرئيس رجب طيب أردوغان، أجرى زيارة تاريخية إلى القاهرة في 14 فبراير، كما قام الرئيس السيسي بزيارة ‏تاريخية إلى أنقرة في 4 سبتمبر، وأخيرا في 19 ديسمبر زار الرئيس أردوغان القاهرة، و‏العاصمة الإدارية الجديدة في وقت حرج بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الثماني.‏

وأضاف موطلو شن، في مؤتمر صحفي لتقييم عام 2024 في سياق العلاقات التركية المصرية ‏والتطورات الإقليمية والعالمية، أنه تم إنشاء مجلس التعاون ‏الاستراتيجي بين تركيا ومصر، وعقد الرئيس السيسي الاجتماع الأول لهذا المجلس في 4 سبتمبر بمشاركة العديد من الوزراء، وتم التوقيع على 17 اتفاقية في اجتماع المجلس في أنقرة،

وذكر أن الرئيس ‏أردوغان زار دولة واحدة فقط مرتين في عام 2024، وهي مصر، مؤكدا أن هذا الموقف وحده يكشف الأهمية الكبيرة التي توليها ‏تركيا لمصر. ‏‎

وصرح موطلو شن، بأنه لا يمكن اعتبار المشاركة في قمة مجموعة الثماني التي أقيمت في مصر هذا الشهر، كمجرد مشاركة في اجتماع دولي، بل هي خطوة مهمة ترتبط ‏بتطوير العلاقات الثنائية.‏

تبادل وجهات النظر بشكل معمق بين السيسي وأردوغان

وتابع: عندما يقوم قادة الدول باختيار المشاركة في قمة في إطار منظمة دولية فإن هذا له معنى في حد ‏ذاته. كما أن مشاركة الرئيس أردوغان في قمة مجموعة الثماني ترجع أيضًا بشكل مباشر إلى حواره الوثيق مع الرئيس السيسي، ‏ومرتبط بالأهمية التي يوليها له واهتمامه بمصر. ‏

وذكر أن كون هذه الزيارة جاءت بعد الأزمة السورية أتاحت الفرصة لتبادل وجهات النظر بشكل متعمق بين البلدين حول ‏القضايا الإقليمية. وعقدت خلال القمة لقاءات بين الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس السيسي، وبين وزير الخارجية هاكان ‏فيدان ووزير الخارجية د. وقال إنه جرت لقاءات ثنائية خاصة بين بدر عبد العاطي، واستمرت اللقاءات كلا على حدا لما يقرب ‏من ساعة، مما يدل على مدى الأهمية التي تحظى بها التشاور والتنسيق المتعمق بشأن القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية بين ‏البلدين.‏

وأشار إلى أن تركيا تهتم بوجهات نظر مصر ومواقفها بشأن القضايا الإقليمية، وأنها تتشاور مع مصر في كل قضية إقليمية، ‏وتولي أهمية لأخذ موقف مصر في الاعتبار.‏

وتابع: منذ 60 عاما وسوريا تحكم بطريقة تخالف الواقع الاجتماعي ومشاعر الناس وتفضيلاتهم، ومن قبل نظام عائلة يفكر في  ‏مصالح النظام وليس رفاهية الشعب. والآن توجد فرصة تاريخية لتشكيل حكومة شاملة تناسب رغبات وتفضيلات ومشاعر ‏وبنية غالبية الشعب في سوريا. ومع تغير هذه النظام في سوريا، سنحت الفرصة للمنطقة لتحقيق الاستقرار الدائم بتأسيس ‏حكومة بهذا الشكل. ‏‎

وواصل: ويمكن للأتراك والعرب الآن إعطاء الأولوية للاستقرار والتنمية في المنطقة من خلال حماية شؤونهم وعلاقاتهم واحترام ‏سيادتهم ووحدتهم. ‏ومن أجل تقييم هذه الفرصة بشكل جيد، يمكن للدول العربية، بما في ذلك تركيا ومصر، أن تدعم عملية التحول والتغيير هذه. ‏ويمكن إكمال هذه العملية وتأمينها من خلال توفير الدعم، وليس من خلال عزل إدارة المرحلة الانتقالية.

شن: تركيا تدعم بشكل كامل أمن واستقرار وتنمية مصر

وأشار السفير صالح موطلو شن إلى أن القاهرة من أهم المراكز الدبلوماسية في العالم، لافتا إلى أنه قد يكون من الصعب ‏أحيانًا على الدبلوماسيين متابعة الاجتماعات والزيارات والمفاوضات والتطورات السياسية والدبلوماسية في القاهرة بسبب هذه ‏السرعة والكثافة. ‏

وفي هذا السياق، قال إنه خلال قمة مجموعة الثماني، أتيحت الفرصة للعديد من الدول لتبادل وجهات النظر بشأن سوريا في ‏مصر، مستفيدة من هذه الفرص المتنوعة. ‏‎

قال السفير صالح موطلو شن إن دلالة ورسالة زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مصر يجب أن تقرأ بعناية فائقة. وبهذا ‏المعنى، تدعم تركيا بشكل كامل أمن واستقرار وتنمية مصر تحت قيادة الرئيس السيسي،  فتركيا ومصر تحت قيادة  الرئيس ‏السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان،، تتلاحمان وسوف يسيرا إلى المستقبل سويا.‏

وذكر السفير صالح موطلو شن أن الحرب في غزة مستمرة للأسف في عام 2024، وذكر أن تركيا، بالتعاون مع السلطات ‏المصرية، واصلت إرسال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع حتى شهر مايو، أي حتى الهجوم الإسرائيلي على معبر رفح ‏الحدودي. لكن إسرائيل أغلقت المعبر، وقال إن هذه المساعدات توقفت إلى حد كبير نتيجة احتلال وتدمير المعبر على يد القوات ‏المسلحة الإسرائيلية.‏

السفير التركي: ندعم موقف مصر بشكل كامل بشأن معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا

وقال السفير صالح موطلو شن إنه لا يوجد بديل لمسار مصر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والتعافي وإعادة الإعمار، لذا على ‏إسرائيل تسليم المعبر للفلسطينيين والانسحاب من معبر رفح الحدودي، والانسحاب من ممر فيلادلفيا، وبدء المساعدات ‏الإنسانية والمعابر البشرية تحت السيطرة الفلسطينية على حدود معبر رفح في أقرب وقت ممكن.‏

وأكد أن تركيا تدعم موقف مصر بشكل كامل بشأن كل من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا. 

من ناحية أخرى، أشار السفير ‏صالح موطلو شن إلى أن مصر في الطليعة وتبذل بكل صدق جهود وقف إطلاق النار بالتعاون مع قطر في عام 2024.

وقال إن ‏الإدارة الإسرائيلية، وخاصة رئيس الوزراء نتنياهو، تضع شروط جديدة عندما تتقدم المفاواضات وذلك سعيا منها لمواصلة ‏الحرب. وبسبب هذا لم تحرز أي نتيجة في المفاوضات. ومع هذا فمصر وقطر تواصلان جهودهما بكل عزم.‏

وقال إن تركيا قدمت المقترحات والتوصيات اللازمة لجميع الأطراف فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وتأمل أن يتم التوصل إلى ‏وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.‏

وقال إنه يتعين على إسرائيل الانسحاب بشكل كامل من غزة، وليس فقط من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا، ولكن يجب ‏أيضًا على المجتمع الدولي جمع المساعدات الإنسانية على الفور والبدء في أنشطة التعافي وإعادة والبناء. ‏‎

شن: ندرك هدف إسرائيل في غزة

وذكر أنهم يدركون جيدا أن نية إسرائيل الحقيقية هي جعل غزة “غير صالحة للحياة” وإجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية. ‏وأشار إلى أن هذا أمر معروف لدى السلطات المصرية. وذكر أنه لا ينبغي لتركيا ومصر والمجتمع الدولي السماح للفلسطينيين ‏بالهجرة الجماعية من خلال جعل غزة “غير صالحة للحياة ” وعدم السماح بإعادة إعمار غزة. ‏‎
وقال السفير صالح موطلو شن أن تركيا شاركت في مؤتمر المساعدات الإنسانية لغزة الذي نظمته مصر في شهر نوفمبر بوفد ‏كبير وأن هذه المبادرة المصرية جاءت في الوقت المناسب للغاية. ‏‎‏ وذكر أنه من أجل نجاح الاستعدادات لهذه المساعدات ‏الإنسانية والإنعاش وأعمال البناء الجديدة، من الضروري الضغط على إسرائيل وجميع الأطراف لضمان وقف إطلاق النار غير ‏المشروط في أقرب وقت ممكن.‏

وقال السفير صالح موطلو شن، إن تركيا ترسل المساعدات الإنسانية بشكل أساسي إلى غزة وسوريا ثم الصومال والسودان. ‏وذكر أنه تم إرسال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية للسودان في الفترة الماضية إلى بورتسودان. وذكر أن منظمات الإغاثة ‏الإنسانية التركية ومنظمات المساعدة الفنية بدأت بالفعل أنشطتها في سوريا. وأكد أن تركيا استضافت ما يقرب من 4 ملايين ‏سوري لمدة 10 سنوات وأن مساعداتها لسوريا والسوريين جعلت تركيا واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال المساعدات ‏الإنسانية. وعندما يعود اللاجئون السوريون بشكل طوعي  ومشرف إلى بلادهم، لن تتركهم تركيا وحدهم. وأشار إلى أن مليون ‏سوري يعيشون في مصر. ‏

السفير التركي يدعو لدعم الإدارة الجديدة في دمشق

‎وفي هذا السياق، أفاد السفير شن أنه ينبغي على تركيا وجميع الدول العربية، بما فيها مصر والأردن والعراق ‏والسعودية والإمارات وقطر، مساعدة الإدارة الانتقالية المقامة في سوريا، وتحسسن الظروف المعيشية لإخواننا السوريين الذين ‏سيعودون الى بلادهم من تركيا، الأردن ولبنان ومصر والعراق. ‏

وتابع السفير صالح موطلو شن أن على جميع دول المنطقة اتخاذ نهج بناء في الفترة الانتقالية ونحو تشكيل حكومة شاملة ‏تضم جميع شرائح البلاد، بما في ذلك العرب والعلويين والأكراد والتركمان واليزيديين والدروز والمسيحيين، دون النظر الى ‏اللغة والدين والعرق والانتماء العرقي والهوية وضرورة التعامل مع إدارة المرحلة الانتقالية. ‏‎

ونوه السفير صالح موطلو شن إلى أن الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية، لدرجة أنه أصبح فقيرا وتشرد من دياره واضطر ‏للهجرة إلى الخارج، وأنه من الآن فصاعدا لن تتحمل سوريا أى صراع وعدم استقرار جديد، وبالتالي الجميع وينبغي أن ينتهزوا ‏فرصة هذا العصر الجديد.‏

صرح السفير صالح موطلو شن أيضًا أنه لا ينبغي لأي منظمة إرهابية، بما في ذلك داعش ومنظمة ‏‎ YPGوPKK أن تجد ‏لنفسها ملجأ في الأراضي السورية، ولا ينبغي لها أن تخلق الإرهاب ضد أي بلد في المنطقة وجيران سوريا، ولا ينبغي بأي ‏حال من الأحوال أن تسبب عدم الاستقرار في أي دولة أخرى. ‏‎

وفي هذا السياق، أكد أيضا أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها وطابعها كدولة عربية تشكل خطوطا حمراء بالنسبة لتركيا.‏
وأشار إلى أن ثلاثة ثلثي الأراضي السورية تحتلها عناصر منظمة ‏PKK ‎‏ وYPG ‎‏ الانفصالية التي بيد الإرهابيين الأجانب.‏

وصرح بأن نظام ‏PKK ‎وYPG ‎، الذي يريد الانفصال  بشمال شرق سوريا، تسرق موارد الغاز الطبيعي والنفط، وهي الموارد ‏الطبيعية الوحيدة لسوريا. وقال إن هؤلاء الإرهابيين الأجانب يجب أن يغادروا سوريا على الفور، ويجب على عناصر ‏YPG ‎‏ ‏الأخرى إلقاء أسلحتهم على الفور والاستسلام للحكومة.‏

و أدلى السفير صالح موطلو شن بتصريحات بخصوص عام 2025، وذكر أن عام 2025 سيُعتبر الذكرى المئوية لتأسيس ‏العلاقات الدبلوماسية بين تركيا الحديثة ومصر الحديثة. وذكر أنهم، كسفارة، يخططون للقيام بأنشطة دينية وأكاديمية للعديد من ‏الثقافات في الذكرى المئوية.

وفي ختام حديثه، أكد السفير صالح موطلو شن، أن تركيا ومصر، البلدين الشقيقين، ستواصلان ‏العمل جنبًا إلى جنب ويدًا بيد على طريق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في الفترة المقبلة.‏
 

‫0 تعليق

اترك تعليقاً