شكرا على متابعتكم خبر عن الفن حبي بعد الله والسادات بكى بسببي.. ولا يوجد منطق لعدم متابعة الأعمال الفنية والانشغال بالعبادات| حوار
شهيرة التي لها من اسمها نصيب، بدأت مشوارها الفني في سن صغير وتزوجت حب حياتها الملقب بـ جُندي السينما المصرية، الفنان القدير الراحل محمود ياسين، بكى الرئيس الراحل محمد أنور السادات لصدق أدائها وكرمها وتساءل الإعلام عن محور حديثها مع السادات، وبالرغم من صعودها ونجاحها في سن مبكرة تركت الفن مرتين، الأولى من أجل الدراسة والابناء، والثانية من أجل الحب والعبادة وإعطاء الدروس الدينية.
جينات الفن ورثها أبناؤها وأحفادها، إذ إن ابنتها الفنانة رانيا محمود ياسين، ونجلها السيناريست الكبير عمرو محمود ياسين، كما بدأ أحفادها في شق طريقهم الفني.
القاهرة 24، أجرى حوارًا مع الفنانة القديرة شهيرة، للحديث عن كواليس بدايتها الفنية وزواجها من الراحل محمود ياسين، واعتزالها الفن ورأيها في العديد من الموضوعات، وإلى نص الحوار:
– في البداية.. حققتي شهرة ونجاحا واسعا منذ بداية مشواركِ الفني، هل توقعتي نجاحكِ بهذه السرعة؟
أرى أن شهرتي بدأت من فيلمي الثالث ضاع العمر يا ولدي، ولمع نجمي بعد حصولي على جائزة من الرئيس محمد أنور السادات رحمة الله عليه، وهذه الخطوة التي ساهمت في شهرتي على الرغم من بداياتي وحصولي على جائزة أفضل ممثلة من الدولة، وهو الأمر الذي كان جديدًا على المشاهير في هذا الوقت، خاصة أن الرئيس السادات شاهد العمل في قصره قبل طرحه في السينمات، واستدعاني في عيد الفن وأثنى على موهبتي بشكل كبير، وأوضح لي أنه بكى بسبب أدائي في العمل، وهو ما اعتبرته تكريما خاصا لي قبل تكريمي من الدولة.
فيلم ضاع العمر يا ولدي، هو ما صنع شهرتي، “الرئيس وهو بيديني الجائزة قالي مش قلتلك يا شهيرة أنك كنتي ممتازة؟”، ومن ثم بدأ الإعلام بسؤال عن ما قاله لي الرئيس خلال تكريمي.
– هل كان للجمال يد في النجاح أم الموهبة الطاغية؟
الموهبة أهم شيء، وأنا تخرجت في معهد التمثيل وبدأت مشواري الفني منذ دخولي بالسنة الأولى بالمعهد، أنا أكاديمية وكوني طالبة فتح لي أبواب الفن.
– شهيرة مُتيمة بحب الفن، ولكنها تركته من أجل حياتها وزوجها الفنان القدير محمود ياسين.. كيف جاء قرار اعتزال الفن؟ وهل الراحل محمود ياسين عارضه أم كان داعمًا لكِ؟
أنا فعلًا متيمة في حب الفن، والفن في دمي ولا يوجد لي مهنة أخرى غير الفن، ليس صحيحا أنني تركت الفن بسبب حياتي الخاصة وزواجي من الفنان الكبير محمود ياسين، ولكنني تزوجته في سن صغير وهو كان في قمة نجاحه، واهتم أن أنتهي من دراستي وأُنهي سنوات تعليمي في معهد السينما، ومن ثم أُكمل مشواري الفني، وذلك على الرغم من أن أول لقاء لنا كان أمام كاميرا السينما في فيلم صور ممنوعة، وتزوجته وأنا في السنة الثانية من المعهد، ولكن ليس زواجي منه سبب تركي للفن.
ابتعدت عن الفن حتى أُكمل تعليمي الأكاديمي، ولكن في هذه الأثناء أنجبت أبنائي رانيا وعمرو، وابتعدت عن الساحة الفنية لمدة 6 سنوات، ومن ثم عدت لمواصلة مشواري الفني من جديد، ولكن قرار اعتزالي للفن ليس له علاقة بزواجي وحياتي الشخصية.
قرار اعتزالي للفن جاء عندما شعرت أنني يجب أن اتفرغ لـ عبادة الله، ولأن الفن أخذ الكثير من وقتي وشعرت أنني مُقصرة مع الله، ومن هنا قررت ترك الفن منذ 28 عامًا، وتعتبر هذه الفترة من أمتع الفترات في حياتي أن يستأنس الإنسان بالله سبحانه وتعالى دون شيء آخر في الحياة.
والحقيقة أن محمود ياسين كان يثق في قراراتي ولم يعارضني في قرار اعتزالي وترك ليّ الاختيار، ولم يتدخل في اختياراتي طَوال فترة زواجنا قبل رحيله، بل ودعمني في قرار اعتزالي.
– شهيرة التي تركت الفن من أجل العبادة والحب.. هل ندمتي على قرار اعتزالك الفن؟
لم أندم على قرار اعتزالي للفن على الإطلاق، على الرغم من اشتياقي للعودة أمام الكاميرا من جديد، خاصة وأن الفن بالنسبة لي هواية وليس مهنة.
– إذا كنتِ ستصفين رحلتكِ في الفن بكلمة واحدة ما هي؟
رحلتي في الفن هي حبي الكبير بعد الله.
– بماذا تصف شهيرة حياتها مع محمود ياسين؟
حياتي مع محمود ياسين هي الحياة كما ينبغي أن تكون.
– كيف ترى شهيرة مشوار أبنائها في الفن؟
مشوار أبنائي في الفن ممتاز، خطواتهم ثابتة ومُتأنية، وابنتي رانيا تربية أبنائها أخذت الكثير من وقتها وهو ما وضعته في أول أولوياتها، وذلك على الرغم من عشقها للفن، وهي تخطو بخطوات محسوبة وتعمل ما تحبه فقط وليس من أجل أنها مهنة.
أما عن نجلي عمرو محمود ياسين، فهو حاليًا من أكبر الكُتاب الحاضرين على الساحة الفنية، وله بصمة ونجاحاته كبيرة، والجمهور يتحدث عنها.
– بعد النجاح الكبير الذي حققه عمرو محمود ياسين بكتاباته.. ما هو الشيء الذي حرصتم على زرعه في أبنائكِ؟
الصدق، لذلك عمرو كان صادقا جدًا في كتاباته ودائمًا يضع يده على الأسرة ومشاكلها، ودائمًا يكون له رسالة في جميع أعماله، وهو يعلم أهمية الكلمة، وأن الإنسان سيُحاسب على كل كلمة ينطقها، فما بالك بكلمة يكتبها وتؤثر في المجتمع.
– أحفادكِ شقوا طريقهم في الفن.. ما هو ردكِ على ادعاءات الجمهور بدخولهم الفن بالواسطة؟
لم أرَ ادعاء على أحفادي بدخولهم الوسط الفني بالواسطة، خاصة وأن موهبتهم طاغية وواضحة وبها نجاحات، وكان لم دعم من قِبل الجمهور وثناء على موهبتهم، “دي جينات الأب والأم والجدود، هيروحوا فين؟”.
– في رأيكِ مَن هو خليفة محمود ياسين وشهيرة في الفن؟
لا يوجد شيء يُسمى خليفة في الفن، كل فنان وله بصمته وروحه وأداؤه، أنا لا أقتنع بمسمى الخليفة، الله خلق كل إنسان يختلف عن الآخر في روحه وأدائه، الأمر ليس بالشبه في الشكل.
– هناك تضارب في الآراء بالوسط الفني حول إن كان العمل يجب أن يقدم رسالة أم لا.. فما رأيكِ؟
ليس هناك ضرورة أن يقدم العمل رسالة، ولكن يجب أن يستفيد المشاهد من العمل، وأحيانًا يقدم الفنان أعمال بغرض الترفيه، وهذا في حد ذاته رسالة، الإحساس بالبهجة والفرح والخروج من الضغط النفسي يعتبر رسالة، الفن له دور كبير في حياة البشر، ولكن هناك من يحاول التقليل من شأن الفن ولكنهم يضحكون على أنفسهم، لا أحد يقدر على العيش دون الفن.
هل هناك أحد يستطيع ألا يشاهد التلفاز، أو سماع الراديو والمزيكا، أو مشاهدة عمل ترفيهي يساعده على الخروج من ضغوط الحياة؟ هناك مَن يقولون انشغل بالقرآن والعبادات، هذا ليس منطق، العبادات وقراءة القرآن لها وقت، والترفيه عن النفس له وقت، علي بن أبي طالب قال روحوا عن القلوب ساعة فساعة، فإنها إذا كلت عميت، لازم نرفه عن القلوب.
– في رأيكِ.. لماذا يعطي الجمهور لنفسه الحق في التدخل في حياة الفنان والحكم على قراراته؟
هذا أمر يحتاج إلى دراسة نفسية، لماذا يتدخل الجمهور في حياة الفنان وعلى أي أساس؟ يمكن للجمهور الإدلاء بـ آرائه في العمل الفني الذي يقدمه الفنان، ولكن دون أخذ دور الناقد الفني، خاصة أنهم غير متخصصين، لكن التدخل في الحياة الشخصية للفنان وإلزام الفنان بـ إظهار تفاصيل حياته الشخصية هو أمر غير مقبول، الفنان إنسان وله حياته الخاصة ومحارمه وليس سلعة.
المتدخلون في حياة الفنانين الشخصية يحتاجون إلى علاج، وذلك فضلًا عن سبهم للفنان وانتقاده والهجوم عليه وعلى الفن، طالما لا يعجبك ما يقدم لماذا تشاهده؟!
– لماذا يربط الجمهور بين عمل الفنان وقناعاته وواجباته الدينية؟
إذا كنتم تعتبرون أن الفنانين شياطين، لماذا عندما يشاهدون فنانا في أحد الأماكن يشرعون في الجري خلفه لالتقاط الصور؟! وإذا رأونا في السيارة يحاولون الحديث معنا، أنا لا أفهم هذا التناقض، ولكن أعتقد أن هذا الجمهور يختلف عن الآخرين الذين ينتقدون الفنان بشدة.
لا يصح أن يتحكم أحد بالفنان ولا بقراراته، ليس من حق أحد أن يهين الفنان بأي شكل من الأشكال، هؤلاء مرضى نفسيين.
– ما رسالة شهيرة للمتدخلين في شؤون الفنانين الشخصية؟
الفنان في النهاية بني آدم، له حياته الخاصة أسراره، لماذا الجمهور له حياته الخاصة ولا يجب أن يتدخل بها أحد؟ الجمهور له لدى الفنان الأعمال التي يقدمها ويُفصح عن رأيه بها دون تجريح أو تقليل من قيمة الفنان والفن بشكل عام، الفنان ليس ملكا للآخرين، هو ملك للجمهور في أعماله الشخصية فقط.
– إذا عاد بكِ الزمن ما الذي ستغيريه في حياتكِ؟
لن أُغير أي شيء في حياتي على الإطلاق، أنا راضية عن حياتي تمامًا بكل ما مريت به من صعوبات وعقبات في حياتي.
– ما الذي يثير خوف شهيرة؟
أشعر بخوف مرضي على أبنائي وأحفادي، أعتقد أنهم يشعرون بالضيق من خوفي المستمر عليهم.
– إذا كانت لكِ أمنية وحيدة.. ماذا ستكون؟
أن يقبضني الله وهو راضٍ عني.