
الوزن المتوازن.. سر الحياة الصحية والوقاية من الأمراض المزمنة
يعد الحفاظ على وزن صحي ومتوازن من أهم ركائز الوقاية من الأمراض المزمنة التي تهدد حياة الملايين حول العالم، مثل أمراض القلب والسكر والسرطان. فالزيادة المفرطة أو النقصان الحاد في الوزن لا يؤثران فقط في المظهر الخارجي، بل يمتدان ليشكلا خطرًا حقيقيًا على صحة الجسم ووظائفه الحيوية.
أولًا: الوزن الزائد.. بوابة للأمراض المزمنة
زيادة الوزن والسمنة تُعدان من أبرز المشكلات الصحية في العصر الحديث، حيث ترتبطان بعدد من الأمراض الخطيرة، من أبرزها:
أمراض القلب والشرايين: إذ تؤدي زيادة الدهون في الجسم إلى ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول الضار، مما يزيد خطر الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية.
داء السكري من النوع الثاني: السمنة تُضعف استجابة الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
السرطانات: تشير الدراسات إلى أن السمنة تزيد خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي، والقولون، والكبد.
آلام المفاصل والعظام: الوزن الزائد يضع ضغطًا مفرطًا على المفاصل، خاصة الركبتين والعمود الفقري.
ثانيًا: انخفاض الوزن المفرط.. خطر لا يقل خطورة
كما أن الزيادة في الوزن مضرة، فإن النقصان المرضي في الوزن يمثل خطرًا كبيرًا، لأنه قد يشير إلى وجود مشكلات صحية أو سوء تغذية. وتشمل آثاره:
ضعف الجهاز المناعي مما يزيد احتمالية الإصابة بالعدوى.
فقر الدم ونقص الفيتامينات والمعادن مثل الحديد والكالسيوم.
اضطرابات الهرمونات والدورة الشهرية لدى النساء.
هشاشة العظام وضعف الكتلة العضلية.
ثالثًا: النظام الغذائي المتوازن هو الحل
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن هو المفتاح للحفاظ على وزن مثالي يحمي الجسم من الأمراض. ويشمل هذا النظام:
تنويع مصادر الغذاء لتشمل جميع المجموعات الغذائية: البروتينات، الكربوهيدرات، الدهون الصحية، الفيتامينات والمعادن.
التحكم في السعرات الحرارية بحيث تتناسب مع مستوى النشاط البدني والعمر والجنس.
تناول الفواكه والخضروات الطازجة يوميًا لما تحتويه من ألياف ومضادات أكسدة.
الابتعاد عن السكريات والدهون المشبعة والأطعمة المصنعة.
شرب الماء بانتظام للحفاظ على توازن السوائل وتعزيز عمليات الأيض.
رابعًا: النشاط البدني شريك الغذاء في تحقيق التوازن
لا يكتمل النظام الصحي دون ممارسة النشاط البدني بانتظام، إذ يوصي الخبراء بمعدل لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط المتوسط مثل المشي السريع أو السباحة.
فالرياضة تساعد في حرق السعرات الزائدة، وتُحسّن من صحة القلب والعظام، كما تعزز الحالة المزاجية وتقلل التوتر.
خامسًا: مؤشرات الوزن المثالي
- لمعرفة ما إذا كان وزنك صحيًا، يمكن استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والذي يُحسب بقسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر.
- من 18.5 إلى 24.9: وزن صحي.
- أقل من 18.5: نقص وزن.
- من 25 إلى 29.9: زيادة وزن.
- 30 فأكثر: سمنة بدرجات مختلفة.
- لكن يجب تذكّر أن هذا المؤشر لا يعبّر دائمًا عن الحالة الصحية الكاملة، إذ تختلف النسب بين الأفراد حسب تكوين الجسم وكتلة العضلات.
سادسًا: خطوات عملية للحفاظ على الوزن المثالي
تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلًا من وجبتين أو ثلاث دسمة.
النوم لساعات كافية، لأن قلة النوم تؤثر في هرمونات الجوع والشبع.
تجنب التوتر الزائد، لأنه قد يؤدي إلى الأكل العاطفي أو فقدان الشهية.
مراجعة اختصاصي تغذية عند الرغبة في إنقاص أو زيادة الوزن بطريقة صحية وآمنة.
الحفاظ على وزن متوازن ليس مجرد هدف جمالي، بل هو أساس لصحة قوية وحياة أطول خالية من الأمراض. فكما أن السمنة خطر يجب تجنبه، فإن النحافة المفرطة تستدعي الانتباه والعلاج.
والحل دائمًا هو اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة النشاط البدني المنتظم، والالتزام بعادات صحية مستمرة.

تعليقات