شكرا على متابعتكم خبر عن تكرار ذكر الماء في القرآن الكريم 63 مرة دليل على عظمة وقدر هذه النعمة الكبيرة
الإثنين 02/ديسمبر/2024 – 09:14 م
توجه الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، بالشكر للإمام الأكبر على رعايته للمناقشات التي تندمج فيها الآراء الشرعية بالرؤى العلمية الحديثة، تماشيًا مع قضايا العصر، ومنعًا من حدوث تصادم بين الأحكام الشرعية وواقع الناس، من خلال تقديم رؤية علمية تتفق مع الشريعة وتتسق مع حركة الحياة، والأزهر عبر تاريخه الطويل خرج علماء موسوعيين جمعوا بين علم الشريعة والعلوم الحديثة، وهو ما كان له أثر كبير في طرح حلول لضبط المستجدات في كل عصر، وهذه المناقشات التي تجري اليوم في رحاب الأزهر تأكيد على هذا الدور.
أهمية المياه في القرآن
وقال نائب رئيس جامعة الأزهر، خلال الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر، إن الماء هو روح الحياة النابضة، فهو سر الخلق ومصدر الوجود الذي منحه الله سبحانه وتعالى للإنسان، ليسهل عليه عملية إعمار هذا الكون، وسواء كان الماء عذبًا أو مالحًا، ففيه فوائد كثيرة لحركة الحياة بشكل عام، ولا يمكن أن نتصور قيام حياة بدون هذا السائل الذي جعله الله سببًا للحياة وجعلنا من الماء كل شيء حي، والعلم الحديث أثبت أن خلايا الإنسان معظم مكوناتها من الماء لهذا يحتاج الإنسان إلى الماء بشكل أساسي، وتكرر ذكر الماء في القرآن الكريم 63 مرة مما يدل على عظمة وقدر هذه النعمة الكبيرة.
وبين نائب رئيس جامعة الأزهر، أن فقدان الماء أو تأثر مصادره يسبب اختلالًا في النظام البيئي وتدهورا للحياة، لهذا السبب حثنا دينا الحنيف على ترشيد استهلاك هذا المورد الثمين والحفاظ عليه بشتى الطرق، لأن الحفاظ على الماء هو جزء من ضمان استمرار الحياة بشكل عام، والعلم أثبت بالتجارب العلمية أن الماء شرط أساسي لبقاء الإنسان على قيد الحياة، حيث تساهم نسبة المياه الموجودة في أجزاء الجسم في الحفاظ على وظائف أعضاء الجسم والقيام بدورها الحيوي، فكل خلية من خلايا جسم الإنسان تحتاج إلى الماء لتؤدي وظيفتها، وتلتقي الحكمة الشرعية مع الحقائق العلمية في تأكيد أهمية الماء لاستمرار الحياة، وأنه المصدر الرئيس لكل مقومات الحياة، وجعلنا من الماء كل شيء حي.
من جانبه أضاف الدكتور جمال عبد ربه، عميد كلية الزراعة بجامعة الأزهر، أن تحول البذرة إلى نبات أخضر نتيجة التفاعل الذي يحدث مع الماء، تعد من أروع الظواهر الطبيعية، وتمثل الأساس لدورة الحياة على الأرض حيث توفر الغذاء للعديد من الكائنات الحية، ومصدر هذه العملية هو الماء الذي جعله الله سببًا في العناصر الغذائية المختلفة، وتباين النباتات بين النباتات المستديمة الخضر والنباتات المؤقتة الخضر، يعود إلى أن هذه النباتات مستديمة الخضر تمتلك خاصية الحفاظ على الماء بداخلها لفترات طويلة، وهو ما يساعدها في تحقيق النمو الخضري، المناسب لنوعها.
ومن جانبه قال الدكتور عودة، مدير عام الجامع الأزهر، لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بكنز ثمين هو نعمة الماء، فجعله أساس الحياة على الأرض، وعلينا الحفاظ على هذه النعمة لاستدامة الحياة، وهو ما يسترعي منا النظر إلى هذه النعمة العظيمة التي منحنا الله إياها فلا نستهين بها، ولا نسرف في استخدامها، ونقاشات الأزهر حول هذه القضايا تأتي في إطار الربط بين الحكم الشرعي والرؤية العلمية، تيسيرا على الناس، ولتذكرهم بالأهمية الحقيقية لهذه النعم، وتحثنا على العمل على شكر الله عليها وشكر الله لا يكون إلا بالحفاظ على نعمه.