شكرا على متابعتكم خبر عن حب من صحراء الأريزونا والان مع تفاصيل هذا الخبر الحصري من موقع
الجمعة 13/ديسمبر/2024 – 05:22 م
في واحدة من قصص كتاب (Gifts of the Heart) الكاتبة الأمريكية “بيني بورتر” بتحكي إنها هي وجوزها “بيل” وبناتها الـ 3 كانوا ساكنين في قرية قريبة من صحراء الأريزونا.. كانوا متعودين يخرجوا لمقلب الزبالة اللي في الصحراء كل أسبوع مرة عشان يرموا الزبالة هناك.. وصلوا ولقوا فيه حفرة خارج منها ألسنة لهب على عكس المعتاد!.
كان واضح إن فيه حد سخيف حرق الزبالة بتاعته من شوية على غير العادة، وهو ده سبب الحفرة!.. أسرة “بيني” مهتموش عادي ورموا زبالتهم بس قبل ما يسيبوا المكان سمعوا صوت نونوة وصريخ قطة صغيرة كإنها بتتعذب!.
“بيني” جريت على الحفرة اللي طالع منها الدخان ولقت قطة بتصارع الموت تحت.. جابوا جراكن ميه وطفوا النار ونزلوا جابوها.. قطة عمرها مش أكتر من 4 شهور حالتها في قمة السوء!.. الفروة بتاعتها اتحرقت كلها.. الديل اتحرق لحد العظم.. مخالبها اتكسرت.. مش باقي فيها غير جلد أسود لزج بسبب الحريقة.. خدوها معاهم على البيت ولإنهم عارفين إن الصبار بيعالج الحروق فجابوا جزء من نبات صبار وقطعوه شرايح طولية ولفوا بيه جسم القطة وربطوه عليها بشاش أبيض.. لسانها كان مليان بالبثور والإلتهابات فكانوا بيأكلوها عن طريق التنقيط بقطارة القطرة في بُقها.
“بيني” والبنات قرروا يخلوها عندهم في البيت لحد ما تخف وسموها “سموكي”.. اللي هو اسم مشتق من ظروفها الصعبة اللي لقوها عليها.. لكن المشكلة إن الزوج “بيل” مش بيحب القطط وبيحب يدخن كتير وصوت الولاعة بتاعته وهو بيولع السجاير بيطلع شرار و”سموكي” كانت بتشوفه وتترعب من المنظر وتجري تستخبى تحت الكنبة.. هو ماكنش طايقها وهي كانت بتخاف منه.. عاشت معاهم في البيت 3 شهور.. شكلها المشّوه كان بيخّوف لدرجة إن الجيران وأى حد كان بييجي يزورهم كانوا بيتريقوا ويقولوهم: (إنكم تربون في منزلكم أقبح قطة في العالم).
بس ورغم الرخامة دي لكن الأسرة فضلوا مخليين “سموكي” عندهم.. مع الوقت “سموكي” كانت بتحاول تتقرب من “بيل”.. تتمسح في رجله.. تجري عليه وتنونو لما يوصل البيت.. لكن فضلت مشكلته إنه مش طايقها ولا قادر يبص في شكلها المشّوه.. في مرة جت سيدة موظفة بتشتغل في جميعة حقوق الحيوان تزور أسرة “بيني” بناءًا على شكوى متقدمة من الجيران إن فيه قطة محروقة ساكنة في البيت عشان تاخدها معاها الجمعية.
السيدة لما عرفّت نفسها لـ “بيني”، و”بيل” وطلبت منهم يسلموها القطة “بيل” لقى نفسه هو اللي بيرفض وبشدة!.. حتى لما الست حاولت تمسك القطة بالعافية جريت استخبت تحت الكنبة ونفشت نفسها وخوفتها وكإنها رافضة تسيب الأسرة دي لإنها حبتهم!.. فيه جار كان له فلوس متأخرة عند “بيل” وجاله البيت عشان يطالبه بيهم ولما “بيل” قال له إنه مفلس الجار هجم عليه عشان يضربه ساعتها وفي لحظة “سموكي” وفي تصرف يصدر من كلب مش قطة كانت واقفة بين “بيل” وبين جاره ونفخت جسمها وحجمها تضاعف على الأقل 10 مرات وفتحت بُقها وبانت أسنانها كأنها أسنان أسد زى ما بتحكي “بيني” وكإنها بتدافع عن “بيل”!.. الجار خاف ومشي!.
في نفس الليلة “بيني” بتقول إنها صحيت بالليل متأخر عشان تشرب لقت جوزها “بيل” قاعد على الكرسي الهزاز بتاعه و”سموكي” نايمة بأمان على رجله وهو ماسك في إيده كتاب بيقراه وبيملس على ضهر “سموكي” بالإيد التانية بحنان!.
“بيني” وقفت شوية متنحة من المنظر وبعدها هو خد باله.. ارتبك وابتسم وقال لها بكسوف وهو بيهز كتفه: (ربما تشعر بالبرد فهى بلا فراء كما تعلمين ).. محبة “بيل” زادت في قلب مراته بعد الموقف ده وعرفت عنه بُعد جديد في شخصيته وحنيته.
شوية بشوية العلاقة اتطورت بين “بيل”، و”سموكي” بشكل لطيف لدرجة إنه كان بياخدها معاه في العربية لما بيخرج يروح يشقر على الحيوانات بتاعتهم في المزرعة!.. “سموكي” عاشت معاهم كإنها واحدة من الأسرة لمدة 4 سنين وفي بداية السنة الخامسة كانت بتلعب في جنينة البيت من ورا وبسبب حريقة قامت فجأة في الجنينة اتصابت.
لحقوها وأنقذوها بس المرة دي ماقدرتش تستحمل.. ماتت.. ماتت بس سابت أثر كبير عند أسرة “بيل”، و”بيني” يمكن تأثيره مستمر لحد النهاردة.. أثر عنوانه الكبير (الحب لازم ثمنه يكون حب).
• “الأفعال” هي أحسن موصل لـ الحب، وعمل الخير عمره ما بيروح ولا بيتنسي مهما كان.. الكاتب الإغريقى “أيسوب” قال: (فعل الخير لا يضيع هدرًا مهما صَغُر).. المظهر عمره ما كان فيصل في الحكم على أى مخلوق.. ياما ناس متأنتكة على سنجة 10 بس جواها خراب، وياما ناس أو حتى حيوانات بس عندها أصل أكتر من بني آدمين.. ماتحكمش على حد من مظهره، وبالظاهر من بره.
في كل الأديان وبكل اللغات ربك رب قلوب ونوايا ومحدش هيتحاسب غير على عمله.. النبي “محمد “ﷺ قال: (إن الله لاينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).