شكرا على متابعتكم خبر عن حكم اختراق البرامج المدفوعة لاستخدامها بشكل مجاني.. أمين الفتوى يبين والان مع تفاصيل هذا الخبر الحصري من موقع
الخميس 12/ديسمبر/2024 – 08:08 م
قال الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، بما في ذلك سرقة أو تعديل البرامج المحمية، يعد جريمة شرعية تقع تحت طائلة الإثم، حتى وإن كانت النية جيدة.
حكم تهكير البرامج المدفوعة لاستخدامها بشكل مجاني
وأضاف خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج “فتاوى الناس”، المذاع على قناة الناس اليوم الخميس: هناك شخصًا سرق النسخة الأصلية من برنامج محمي، ثم عدله ونشره عبر الإنترنت دون إذن من صاحب الحق، هذه الفعلة خطأ كبير، سواء كان الشخص الذي سرق النسخة الأصلية أو من استخدم النسخة المقلدة.
وأكمل أمين الفتوى: حتى لو كان القصد من نشر هذه النسخ المقرصنة هو خدمة المجتمع، كأن يتم استخدامها من قبل الطلاب في الجامعات والمدارس، فهذا لا يبرر الجريمة، فالله سبحانه وتعالى طيب ولا يقبل إلا طيبًا، وعليه فإن العمل الذي يقوم به الشخص، حتى لو كان بهدف الخير، يجب أن يكون مشروعًا وموافقًا للقانون.
وواصل أمين الفتوى: من سرق البرنامج، سواء كان بهدف مساعدته للآخرين أو لتوفير المال، قد يتسبب في أضرار جسيمة لمطوري البرنامج والشركات المنتجة، مما يعرقل استثماراتهم ويؤدي إلى تقليل الموارد اللازمة لتطوير البرامج في المستقبل.
كما أكد أن الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية يتساوى مع الشخص الذي يتصدق بمال غير حلال، فالله لا يرضى عن الأعمال التي تأتي بطرق غير شرعية، مهما كانت النية طيبة.
وفيما يتعلق بالبرامج التي لا تحمل حقوق ملكية فكرية، أوضح أنه لا مانع شرعيًا من استخدام هذه البرامج وتوزيعها بحرية، طالما أنها لا تحتوي على حماية قانونية أو حقوق فكرية.
أمين الفتوى: نسب أفكار وزملاء العمل للنفس سرقة
فيما، أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحقوق الفكرية يجب أن تُعامل بنفس الاحترام الذي يُمنح للأموال، مشددًا على أهمية احترام حقوق الناس في أفكارهم ومعلوماتهم.
وقال: السرقة لا تقتصر فقط على الأموال، بل تشمل أيضًا الحقوق الفكرية والعينية مثل الحق في التطوير، والحق في الوصول إلى المعلومات والنتائج المبتكرة، هذه الحقوق يجب أن تحترم وتُعامل بجدية.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أسس لمبدأ احترام العقول والأفكار، حيث كان يقوم بالعصف الذهني مع صحابته لتطوير أفكارهم وابتكار حلول جديدة، وذكر مثالًا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة عندما طرح عليهم سؤالًا عن شجرة لا تسقط أوراقها، وأدى هذا إلى التوصل إلى الشجرة التي تمثل المؤمن، وهي النخلة.
كما أشار إلى حادثة غزوة الخندق حيث كان سيدنا سلمان الفارسي قد اقترح فكرة حفر الخندق في الحرب، وهي فكرة كانت جديدة على المسلمين وقتها، وقد احترم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفكرة وأخذ بها، مما ساعد في تحقيق النصر.
وأوضح أن احترام الفكر لا يقتصر على الأفكار القادمة من الصحابة فقط، بل امتد إلى الأسرى أيضًا، ففي غزوة بدر، لم يتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأسرى كما لو كانوا مجرد أسرى عاديين، بل أتاح لهم الفرصة لتعليمه الآخرين، فكان من بين الأسرى من تعلم القراءة والكتابة وأصبح ذلك وسيلة لفداء حياته، كما ذكر أنه “النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاملهم كأسرى فقط، بل أتاح لهم فرصة استخدام أفكارهم ومهاراتهم لخدمة المجتمع.”
وأضاف الدكتور اليداك أن هذا الاحترام للأفكار قد تجسد أيضًا في تعليمه سيدنا زيد بن ثابت اللغة السريانية في 17 يومًا فقط، مما مكنه من استخدام هذه اللغة في التواصل مع اليهود في ذلك الوقت، وقال: النبي صلى الله عليه وسلم كان يحترم كل نوع من الفكر البشري، ويقدر المجهود العقلي كما يقدر المال.