شكرا على متابعتكم خبر عن راجعين يا هوا.. صاحبا أشهر صورة في الأزمة السورية بعد سقوط بشار الأسد: راجعين لبلادنا بأحلامنا وآمالنا
الإثنين 09/ديسمبر/2024 – 07:09 م
راجعين يا هوا.. كلمات كتبها صالح على جدار نصف مهدم في مدينة حلب فيما كان يحتضن زوجته مروة بيد حاملًا عليها بندقية لم تكن له، صورة خرجت من حلب المنكوبة حينها في عام 2016 ووصلت إلى الملايين في جميع بلدان العالم لتصبح رمزًا للثورة السورية، وبعد 8 سنوات من الصورة الشهيرة وسقوط بشار الأسد، أين هم أصحابها وهل سيعودون إلى بلادهم؟.
«ما في مفردات أو كلمات توصف شعورنا.. مبسوطين لدرجة شوية بنبكي وشوية بنضحك.. وبنلف الأولاد وبنبارك لبعضنا.. طلعت الحرية حلوة طعم الحرية والنصر حلو»، بتلك الكلمات بدأت مروة طالب، حديثها مع القاهرة 24، لوصف شعورها هي وزوجها بإسقاط بشار الأسد، لتحكي كواليس أشهر صورة لحلب منذ بداية الأزمة، وما حدث معها هي وزوجها على مدار السنوات الماضية حتى سقوط بشار الأسد.
تعود قصة الصورة الشهيرة، إلى ديسمبر 2016 قبل خروجهما بأيام من موطنهما حلب، والتي كانت بمثابة هدية من زوجها – صحفي سوري- إلى ثوار حلب وأهلها، ليدون «راجعين يا هوا» قبل مغادرته لموطنه، ودون جملة أخرى هدية لزوجته «إلى من شاركتني الحصار بحبك»، وتعود مروة بذاكرتها وتقول عنها: قصة الصورة غريبة، كنا سنخرج قبل تاريخها بيوم واحد، لكن انتشرت حينها شائعات عدة مع ظروف الحرب التي كانت حينها من ضرب بالفسفور وكل أنواع الأسلحة التي انضربنا بها في سوريا وقتها، أخبرني صالح في المساء وقال لي هننزل بكره نكتب على الحيطان تروحي معانا؟.. ونزلنا الصبح فعلا كتبنا على الحوائط.
وأضافت مروة: «صالح كتب راجعين، وقعدنا نفكر هل نكتب راجعين يا حلب؟ خطر ببالنا نكتب راجعين يا هوى ودونا التاريخ.. وصالح قال إنه هدية لكل ثوار حلب وأهلها.. وكتب على الحائط الآخر “إلى من شاركتني الحصار بحبك” كهدية لي وروحنا يومها وماكناش نتوقع هذا الانتشار».
وفي ليالي ديسمبر الباردة، خرج الزوجان مجبران من موطنهما حلب، وهما عروسان جدد، إذ تزوجا خلال حصار حلب في 25 نوفمبر من 2016، عبر الباصات الخضراء، وسيلة نظام الأسد للتهجير القسري والتي باتت اليوم معلما لن يمحى من ذاكرة كل سوري كرمز للاقتلاع من الجذور، ووجهتما ريف إدلب وظلا يتنقلان من مكان إلى آخر حتى نزحا إلى تركيا في عام 2019، ومن ثم انتقلا إلى فرنسا التي يمكثون فيها الآن رفقة طفليهما تسنيم ذات السبع سنوات، وقصي الذي يزحف نحو العام الخامس من عمره.
وعن سنوات التهجير، تقول السيدة العشرينية بلهجتها السورية: سنين التهجير كانت صعبة، طلعنا من جذورنا واترمينا.. ولكن مع الوقت اضطرينا نتعايش مع الموضوع فلم يكن أمامنا خيارات».
وجدت مروة في زواجها من صالح أملًا متجددًا في الحياة، فالحب في زمن الثورات والانتفاضات يمنح طاقة للاستمرار والأمل والتفاؤل، وبمثابة المسكن لألم الفراق المكتوب عليهما، قائلة: الألم هو ألم الفراق، نحن فارقنا مدينتنا التي عشنا فيها كل عمرنا وكان فيها تفاصيل كتير هذا الألم.. من 29 نوفمبر حتى هذه اللحظة على أد فرحتنا على أد صدمتنا، وحتى الآن ما بنقدر نعبر عن شعورنا والفرحة يالي جواتنا.. 13 سنة من الثورة والعذاب والتهجير من كل شيء عيشناه كسوريين.. والحمدلله راجعين لبلادنا بالنصر.
أما الصحفي السوري صالح حنساوي، يقول خلال حديثه مع القاهرة 24، إن مثل هذه الأيام من 8 سنوات، شارك صورة كانت تعبر عن قهر وأمل كانوا يعيشون فيه حينها عند تهجيرهم من حلب، وكانت عبارتهم «راجعين يا هوا» وحسب رسائل الكثيرين مصدرا للتفاؤل، الذي فقدوه بعد سنوات لاحقة، ولكن اليوم وبعد الانتصار سيعود ويقولها للمرة الثانية: راجعين..راجعين بكيفنا وبكرامتنا، راجعين بأحلامنا وآمالنا، راجعين بكل شيء كسبناه ولنعوض كل شيء خسرناه، راجعين أربعة بعد ما هُجرنا منها اثنين.. راجعين يا سوريا.. راجعين يا حلب.. راجعين يا هوا».