شكرا على متابعتكم خبر عن ضمير عمو وجيه
الجمعة 20/ديسمبر/2024 – 05:55 م
• أنا بحب مسلسل “ضمير أبلة حكمت”.. بحب الحدوتة نفسها، والشخصيات، والموسيقى، والبحر، والمشاهد الخارجية اللي على الكورنيش وبحس إن العمل ككل هو تجسيد للحياة اللي كلنا عيشناها أو بنعيشها.. صدقني لو كنت من اللي لسه ماشافوش المسلسل فهو جدير بمشاهدتك له وللخمستاشر حلقة بتوعه وبوعدك بحاجتين الأولى إنك هتخلصهم في قعدة أو قعدتين بالكتير، والتانية إنك هتندم إنك حرمت نفسك من جو النوستالجيا ده من زمان.. في المسلسل كانت العلاقة بين “حكمت هاشم” مديرة مدرسة “نور المعارف الثانوية بنات” وبين جارها القبطان السابق “وجيه” من أنقى العلاقات اللي تم تجسيدها في عمل فني درامي مصري.. الاتنين جيران العواجيز اللي باب شقة ده في وش باب شقة دي واللي قربوا من نهاية العُمر وكل واحد منهم له دنيته المختلفة تمامًا عن التاني بس بينهم أرضية مشتركة إنهم اتعودوا يتقابلوا كل يوم الساعة 6 الصبح على الكورنيش عشان يتمشوا على البحر!.. يحكوا لبعض مشاكلهم.. يأخدوا رأى بعض في أمور مهمة.. يخانقوا حتى لكن بأسلوب راقي ومحترم وحافظ لكل واحد فيهم مكانته.. علاقة شيك بين اتنين ناضجين بالقدر الكافي تخليك عايز تدخل جوا الشاشة تقول لهم والنبي خلوني اتمشى معاكم وأكون الثالث بتاعكم.. ولإن أغلب مشاهد المسلسل كانت تصوير داخلي بالتالي اللي بيتفرج على المسلسل بقت بالنسباله المشاهد بتاعتهم على البحر كإنها فسحة للمشاهد هو كمان.. وأنت بتتفرج كنت هتحس فورًا إن “وجيه” بيحب “حكمت” بس في نفس الوقت مكتفي بمساحة وجوده جنبها كصديق ومش راضي يعترف لها بحبه عشان مايخسرهاش.. زادت صعوبة الأمر أكتر على “وجيه” لما “حكمت” حكت له عن ظهور حبيبها السابق “صلاح” في الصورة وإنها مش عارفة تتعامل معاه إزاى بعد كل البُعد ده راجع يظهر تاني وإيه غرض ظهوره أصلًا.. هنا بيتأكد “وجيه” إن “حكمت” مش شايفاه إلا صديق وده كان كافي جدًا جدًا لقلب القبطان العجوز وكمان باسطه.. علاقة طاهرة ونضيفة ملهاش أى غرض غير بس القُرب.. حتى لما “حكمت” هبطت عليها ثروة من السما وكل اللي حواليها طمعوا فيها وبقوا عايزين ياخدوا منها جزء كان الوحيد اللي أخد جنب وانسحب بهدوء هو “وجيه” وتعمد مايظرهش في الصورة نهائي عشان مايتفهمش غلط.. لكن وبالرغم من كده ولما احتاجته وبدون ما تطلب لقيته قدامها!.. عشان كده ماكنش غريب إن “وجيه” يغيب فترة ويسافر شوية بره مصر في مهمة عاجلة قرر يعملها ورجع بعدها عشان يكون هو صاحب كلمة النهاية في حكاية “حكمت” لما بيكون سبب مباشر في أهم وأغلى وأرقى تكريم مهني تحصل عليه في حياتها لما سعى من وراها إنه يوصل صوتها وتاريخها وإنجازاتها المُلهمة في التعليم للأمم المتحدة.. اللي هو يا جدعان إحنا في مصر عندنا واحدة عظيمة اسمها “حكمت هاشم” تستحق إنكم تكرموها.. وهو ما كان.. وكالعادة بدون ما هي تطلب.. والسبب؟.. الوفاء للقُرب، والمحبة الخالصة لوجه الله.. “حكمت” حست بقيمة وأهمية “وجيه” وتقدر بسهولة تكتشف إنها قدرت تكمل بسبب وجوده ده حتى ولو كصديق.
• على مدار سنين حياتنا كلنا بنتصدم في ناس بيطلعوا مش قدر شرف القُرب، وبنعرف قيمة ناس تانية زى الدهب بنندم إن معرفتنا بيهم جت متأخرة.. عشان كده بتمنى قبل ما العمر ينتهي إن يكون عندي القدرة على ترتيب الناس صح.. صحيح إن فيه خبثاء لابسين توب الجدعنة وهما بيتنفسوا قلة أصل، لكن في نفس الوقت فيه معايير واضحة زى الشمس لكل أصيل قُربه مكسب ونعمة من ربنا.. تعرفه إزاى؟.. لو بصيت حواليك هتلاقي على الأقل فيه إنسان واحد بيحبك ومش عايز منك حاجة غير إنه يلاقيك مبسوط.. ممكن تكون عارف هو مين بس بتستعبط، وممكن من كُتر ما هو بيقدم لك وأنت ضامن وجوده تكون عينك تعاملت معاها بـ حياد فمبقتش تشوفه كويس!.. لكن الأكيد إنه هتلاقيه بيعمل حاجة من دول: بيتلكك عشان مايخسركش من كتر ما بيحبك.. عمره ما بيزعل منك.. أكتر واحد بيبعد لما يحس إن وجوده هيضايقك أو هيكون عبء.. أكتر واحد بترتاح لما تفضفض معاه.. أول واحد وقت ما بتعوزه بتلاقيه.. في النهاية ومهما زادت الحيرة لكن يبقى الأصيل أصيل ولو شهد البلايا، ويبقى الحقير حقير ولو ملك الزمان.