شكرا على متابعتكم خبر عن علماء يكتشفون السبب الرئيسي لعسر القراءة وتأثيره الوراثي على الدماغ
الجمعة 20/ديسمبر/2024 – 01:10 ص
نجح علماء من هولندا في تحديد الأسباب الرئيسية لمرض عسر القراءة، وكيفية انتقاله وراثيًا من الآباء إلى الأبناء، إضافة إلى التأثيرات الهيكلية التي يسببها في أجزاء الدماغ.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Science Advances، أن الطفرات الجينية الدقيقة تلعب دورًا رئيسيًا في ظهور المرض، وتؤثر على حجم مناطق معينة في الدماغ، واعتمد الباحثون على بيانات أكثر من مليون شخص جمعتها شركة 23andMe المتخصصة في اختبارات الحمض النووي المنزلية.
التأثيرات الجينية والدماغية
كشفت البيانات أن الأشخاص الحاملين للطفرات الجينية المحددة يعانون من انكماش في حجم الدماغ في المناطق المسؤولة عن تنسيق الحركة ومعالجة أصوات الكلام، مع زيادة ملحوظة في حجم الجزء المسؤول عن الرؤية، كما أظهر البحث نقصًا في المادة البيضاء، وهي الأنسجة العميقة بالدماغ التي تحتوي على الألياف العصبية.
وأكدت سورينا سوهيلي نجاد، الباحثة في علم الوراثة العصبية والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن عسر القراءة هو حالة معقدة لا يمكن تفسيرها بتغيرات في منطقة دماغية واحدة أو جين محدد، وأضافت: دراسة تأثير الجينات على شبكات الدماغ المختلفة تساهم في فهم تطور الوظائف الإدراكية المرتبطة بعسر القراءة.
تشخيص عسر القراءة
يُعد تشخيص عسر القراءة في المراحل المبكرة تحديًا كبيرًا، نظرًا لتشابه بعض علاماته مع الصعوبات الطبيعية التي تواجه الأطفال عند تعلم القراءة والكتابة، وأشار الباحثون إلى أن معظم الحالات تُشخّص في المرحلة الابتدائية، بينما قد لا تُكتشف حالات أخرى إلا في مراحل متأخرة من البلوغ.
من جانبه، أوضح كلايد فرانكس، الباحث في علم الجينوم، أن التغييرات الجينية قد تبدأ منذ المراحل المبكرة من الحياة، مثل فترة الجنين أو الطفولة، وتظل ثابتة مدى الحياة، وأشار إلى أن سنوات من تجنب القراءة قد تؤثر على النظام البصري في الدماغ لدى الأشخاص المعرضين وراثيًا للإصابة بالمرض.
آفاق مستقبلية للتشخيص والتدخل المبكر
أكدت الدراسة أن فهم الأساس الجيني والدماغي لعسر القراءة قد يساهم في تحقيق تشخيص مبكر وتطوير استراتيجيات تعليمية موجهة للأطفال، وأضافت سوهيلي نجاد: يمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في تقديم تدخلات تعليمية أكثر فعالية تستهدف الأطفال وفقًا لملفاتهم الفردية.
يُذكر أن عسر القراءة يُصيب شخصًا واحدًا من بين كل عشرة في بريطانيا، ويؤثر على مهارات القراءة والكتابة دون المساس بمعدل الذكاء، وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية الآباء الذين يلاحظون صعوبات تعلم لدى أطفالهم بالتحدث مع المعلمين، وطلب المشورة الطبية إذا لزم الأمر.