كسور غير قابلة للجبر

الجمعة 10/يناير/2025 – 05:02 م

في واحدة من مستشفيات الأطفال في مدينة تابعة لولاية فرجينيا الأمريكية حصلت حادثة كان حديث معظم وسائل الإعلام خلال الفترة البسيطة اللي فاتت ومازالت حتى الآن مسيطرة على اهتمام الناس في الولايات المتحدة الأمريكية.

اللي حصل إن على مدار شهور وتحديدًا 5 شهور فاتت بدأ المسؤولين يلاحظوا إن الأطفال حديثي الولادة وتحديدًا اللي موجودين في الحضّانات وقسم العناية المركزة بعد ساعات من ولادتهم إيديهم ورجليهم بتتكسر!.. أيوا الجملة صح زى ما قريتها كد بالظبط.. إيدين ورجلين الأطفال الرضع بتتكسر.. القصة بدأت لما الممرضة “إيرين آن ستروتمان” لاحظ صراخ غريب بصوت كله ألم وفزع من الأطفال حديثي الولادة فدخلت عشان تشوف فيه إيه فلقت الطفل اللي بيبكي رجليه ملوية بشكل مريب!.

استدعت الأطباء من خلال أجهزة الإنذار عشان ييجوا يشوفوا إيه ده!.. بعد كشف سريع فوجيء الأطباء إن الطفل رجليه مكسورة، وهو ده سبب صراخ الطفل.. يا نهار منيل!.. طب وده رجليه اتكسرت إزاى وهو في سريره لسه حتة لحمة حمرا.. الموضوع كان غريب.. بس اللي زود غرابة الموضوع أكتر هو إن الأمر بدأ يزيد وبدأ يكون عندنا في اليوم الواحد طفلين وتلاتة بيحصل معاهم نفس الشيء!.

الطفل من دول بيكون مكسور له يا إيد يا رجل.. المستشفى عملت تحقيقات ووقفت مشرفين أمن على أبواب غرف الأطفال وبرضه الأمر بيتكرر وبيزيد لدرجة إن إدارة المسشتفى قررت تستدعي الشرطة اللي جت وبحثت وحققت وفي النهاية توصلوا لنتيجة إن اللي بيحصل ده شيء خارج عن إطار الإستيعاب والمنطق وإنه ظاهرة من وراء الطبيعة.. ده فيه ناس اعتقدت إن اللي بيحصل ده سببه السحر.. اللي زود صعوبة التفسير كمان هو إن مفيش كاميرات في غرف الأطفال.. فيه في الطرقات والممرات أيوا لكن في الغرف لأ!.. وفضل السؤال بدون إجابة.

الممرضة “إيرين” صاحبة الوجه الملائكي وصاحبة أول بلاغ عن حالة الطفل الأولاني اللي حصل معاه اللي حصل كانت أكتر حد متأثر في المستشفى من القصة دي كلها خصوصًا لما تعرف إن عمرها 26 سنة وإنها يتيمة وبتشتغل في التمريض من سنة 16 سنة ومع الوقت بقت المستشفى هي بيتها الأساسي وبقوا الأطفال اللي بيتولدوا هما أولادها أو إخواتها الصغيرين.. القسوة اللي بتحصل مع الأطفال كانت بتكسر قلبها وهي زيها زى الإدارة مش عارفة مين الي قلبه حجر اللي بيعمل كده بمنتهى الحقارة والسفالة.

على الناحية التانية كان لازم سمعة المستشفى تبقى زى الزفت ويبتدي الناس يبعدوا عنها ويبطلوا يتعاملوا معاها حفاظًا على أولادهم لكن الحقيقة إن حتى مع قرار الناس إنهم ينجوا بأولادهم من المكان ولإن المستشفى تعتبر هي الوحيدة المخصصة للأطفال في نطاق واسع من المنطقة اللي هي فيها ده خلى ناس جديدة برضه يروحوا يولدوا فيها لإنهم مش عارفين اللي بيحصل عشان تستمر مأساة الأطفال الرضع الغلابة الجُداد ويحصل فيهم زى ما حصل مع اللي قبلهم!.. لحد ما بتقرر “إيرين” بعد ما تتكلم مع الإدارة إنها تبحث بطريقتها الخاصة لحد ما توصل للجاني الحقيقي وطلبت منهم الإذن إنها تبدأ.

الإدارة اللي ماكنش في إيديهم حاجة يعملوها وافقوا فورًا طبعًا وسابوا “إيرين” تتحرك.. استمر الوضع قد إيه؟.. 3 شهور كاملين وللأسف النتيجة برضه صفر كبير.. لحد ما في يوم من الأيام بتدخل ممرضة تانية لغرفة من غرف الأطفال لإن ابن أختها موجود فيها لإنه اتولد في المستشفى فحبت تدخل تبص عليه فلقت “إيرين” ماسكة إيده وبتكسرها!.. أيوا.. “إيرين” الممرضة المثالية أم وجه ملائكي المؤدبة اللي على طول كل أسبوع بتروح تصلي في الكنيسة والمعروفة بطيبتها وتدينها الواضحين لأى حد بيتعامل معاها.

“إيرين” اللي كانت بتبكي بنحيب وبحرقة على الأطفال اللي إيديهم ورجليهم بيتكسروا لإنها مش عارفة الجاني وكانت بتقول نفسي بس أطوله وأنا أقطعه بسناني طلعت هي نفسها الجاني.. طبعًا اتقبض عليها والشرطة وأهالي المنطقة وإدارة المستشفى كلهم اتصدموا وبتستعد عشان تتحاكم وسط أقوال كتير وتحليلات من أطباء نفسيين إنها كانت بتعمل كده لإنها اتحرمت من الأب والأم والأسرة فكانت بدون وعي وبسبب مرضها النفسي بتتصرف التصرف ده لإنها مش عايزة الأطفال يعانوا زيها لو حصل وأبوهم وأمهم ماتوا!.. ولإنها ماكنش ينفع تقتل الأطفال فكانت بتكتفي بكسر أطرافهم.. الممرضة اللي كشفت جريمة “إيرين” كان فيه لقاء معاها مع واحدة من الصحف الأمريكية قالت خلاله لما تم سؤالها هي شكت ولو للحظة في “إيرين” قالت إن لأ بس في نفس الوقت كانت مقتنعة إن مفيش إنسان بيقدر يمثل للأبد.

• مفيش إنسان بيقدر يمثل للأبد.. المواقف والسنين بيكشفوا النفوس وبيعروا النوايا.. المحبة المزيفة، والتدين المصطنع، والقُرب اللي وراه مصلحة كلها أمور بتبان على وشوش أصحابها بعد فترة وفي عز ما هما فاكرين إنهم متداريين.. الشخص الواضح السالك الطيب بجد ولإنه فاهم إن الأخطاء والنواقص جزء من التكوين البشري مش بيعاني عشان يدّعي شيء غير حقيقته.. نقاء قلوب الطيبين بينور لهم المتداري.