في كل منا بذرة للحلم، تلك الشرارة الصغيرة التي تلتمع في قلب الظلام وتدفعنا لمواصلة السير، مهما كانت العواصف تزمجر حولنا.. لكن بعض الأحلام تشبه الرياح الهوجاء، لا تعرف مسارها ولا تملك قيادتها، تسير عابثة، متخبطة بين المروج والصخور، حتى تنتهي إلى لا شيء، فهناك من يروض حلمه، يجعله كفرس مطيع، يسير به نحو المجد! وهناك من يترك الحلم يقوده، كطائر عالق بين عاصفتين، ينزلق نحو الهاوية دون أن يدرك.
في الحياة، لا تكفي الموهبة وحدها، الموهبة نار، لكنها تحتاج إلى عقل يضبط اتقادها حتى لا تحرق صاحبها قبل أن تضيء دربه! هناك من يُولد ليرسم على صفحات الأيام قصة نجاح، وهناك من تظل سيرته حبيسة السطور الأولى، لا يكملها أبدًا، لأن الأخطاء تتكرر والفرص تضيع، وكأن الزمن نفسه يرفض أن يمنحه فرصة أخرى.
إمام عاشور.. نجم يحترق بوهج موهبته
إمام عاشور، الفتى الذي خُلق ليكون نجمًا، لم يتعلم بعد أن الموهبة كنز، لكنها تحتاج إلى عقل حكيم ليديرها! في كل مرة يقترب فيها من الحلم، تأتيه زلاته لتحوله إلى أسيرٍ في سجنه الخاص، سجن الغضب والانفعال.. مشادته الأخيرة مع زميله محمد الشناوي ليست سوى فصل آخر في رواية يكتبها بنفسه، رواية صاخبة، مليئة بالعثرات التي تصر على التشبث بمسيرته.
عندما اختار الأهلي، اختار التاريخ والجماهير والمسؤولية.. لكنه نسي أن هذا النادي لا يتحمل الطيش، ولا يقبل أن يُلقى على اسمه ظلال أخطاء فردية! إدارة الأهلي كانت صارمة في التعامل مع أزمته الأخيرة، وكأنها تريد أن تضعه أمام مرآة الحقيقة: “إما أن تُصلح نفسك، أو أن تظل مجرد نجم عابر، يضيء لحظة، ثم يخبو للأبد”.
في النهاية، الحياة لا تُعيد فرصها بسهولة، والزمن يمضي كأنه طائر يرفرف بعيدًا، يترك خلفه من لا يملك القدرة على الطيران! رسالة لمن يهمه الأمر.. هل تدرك أن النجوم لا تشتعل مرتين؟ وهل تعلم أن الحلم بلا انضباط يتحول إلى كابوس، وأن الموهبة بلا عقل تهدر كالماء بين الأصابع؟ الأيام وحدها ستجيب، لكنها لن تنتظر طويلًا!