شكرا على متابعتكم خبر عن ما تأثير أعمال البلطجة على فريضة الحج؟
الإثنين 02/ديسمبر/2024 – 12:26 ص
تلقى الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، سؤالًا من أحد المواطنين مفاداه: ما تأثير أعمال البلطجة على فريضة الحج؟
وقال عطية لاشين عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قال تعالى في القرآن الكريم: هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن، متابعًا: وروت كتب السنة عن سيدنا النبي: (والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم).
وتابع: فلا توجد نعمة في الإسلام أهم وأعظم من نعمة الأمن والأمان فحيث وجدت هذه النعمة أمكن الناس مباشرة وممارسة ما يخص الأمور المتعلقة بحياتيهم الدنيوية والأخروية، وإن فقدت هذه النعمة عياذا بالله تعالى فقد الناس بفقدها كل شيء ولم يعد لحياتهم معنى ولا طعما، موضحًا: ولأن نعمة الأمن من هذه الأهمية بمكان في الإسلام لما لها من منافع عظيمة وفوائد جليلة امتن الله بها على أهل مكة.
ما تأثير أعمال البلطجة على فريضة الحج؟
وقال عطية لاشين: إن ترويع عباد الله الآمنين الذين هم في حياتهم مسالمين لا يقتصر ضرره فقط على الأمور الدنيوية بل يمتد ضرره ويشمل الأمور الدينية أيضا، ويؤثر ذلك على مباشرة العبادات المأمور بأدائها المسلم وعلى رأس هذه العبادات التي يتعطل أداؤها بسبب ممارسة أعمال البلطجة وامتهانها فريضة الله على عباده وهي الحج إلى بيت الله الحرام.
وأكمل: لقد اشترط أهل العلم بالأحكام الشرعية شروطا لوجوب الحج على أفراد الأمة الإسلامية ويمكن تقسيم هذه الشوط إلى الأقسام الآتية: شروط وجوب وصحة وهي الإسلام والعقل فما لم يكن المرء مسلما عاقلا فلا يجب عليه الحج وإن أداه فلا يصح منه.
وأضاف: بالإضافة إلى شروط وجوب وإجزاء وهي البلوغ والحرية فالصبي خاصة المميز لا يجب عليه الحج لكن إن حج مع ولي أمره صح منه لكن لا يجزؤه عن حج الفريضة فعليه إذا بلغ أن يحج مرة أخرى،ومثل ذلك العبد المملوك.
وأكد: وفضلا عن الشروط السابقة لوجوب الحج وإجزائه عن حجة الإسلام، فإنه يشترط لوجوب الحج عند البعض ولوجوب السعي إليه وأدائه عند البعض الآخر أمن الطريق أي خلوه من أعمال البلطجة والترويع والتفزيع، فما لم يكن كذلك لا يكون السعي إلى الحج ومباشرته أمرا ممكنا وهذا ما حصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية حينما قصد البيت الحرام لأداء عبادة العمرة فلم يمكن من ذلك بسبب عدم أمن الطريق ووجود الأعداء فرجع ومن العام القادم أدى عمرة سميت بعمرة القضية حينما أصبح الطريق آمنا بأمان الله عز وجل.
وأوضح: وهنا أنزل الله قوله: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون”، ومن هنا ندرك أن وجود الأمن الداخلي منه والخارجي يمكن الناس من ممارسة شعائرهم الدينية،وعدم الأمن عن طريق ممارسة أعمال البلطجة يعطل أداء هذه الشعائر.