شكرا على متابعتكم خبر عن من هو أبو محمد الجولاني المتهم بإشعال الحرب الأهلية في سوريا؟
لا زالت الأحداث والتوترات التي تشهدها سوريا تسيطر على المشهد الدولي، في ظل تطور سريع للأحداث والمعارك، ضمن الحرب الأهلية بين الجيش السوري والفصائل المسلحة.
من هو أبو محمد الجولاني المتهم بإشعال الحرب الأهلية في سوريا؟
وفي الأربعاء الماضي، اجتاحت فصائل مسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا، قرى وبلدات بمحافظة حلب التي تسيطر عليها الحكومة السورية، بقيادة أبو محمد الجولاني، وسنتناول في السطور التالية أبرز المعلومات عنه.
على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، عمل السوري أبو محمد الجولاني على إعادة تشكيل صورته العامة وصورة التمرد الذي يقوده، فتخلى عن علاقاته الطويلة الأمد مع تنظيم القاعدة، وعزز سلطته قبل أن يخرج من الظل.
والآن يسعى الجولاني، البالغ من العمر 42 عامًا، إلى اغتنام اللحظة مرة أخرى، حيث يقود مقاتليه في هجوم ساهم في سيطرتهم على أكبر مدينة في سوريا، وأعاد إشعال الحرب الأهلية الطويلة في البلاد وأدخلها في الظلام.
من هو أبو محمد الجولاني قائد جبهة تحرير الشام؟
وحسب وكالة أسوشيتد برس، يأتي نجاح الجولاني في ساحة المعركة بعد سنوات من مناورات خاضها بين المنظمات المتطرفة قضى فيها على المنافسين والحلفاء السابقين له، ليقود الفصائل المسلحة في الهجوم الأخير.
وأشار التقرير إلى أن الجولاني تحرك خلال ذلك لإبعاد نفسه عن تنظيم القاعدة، وتلميع صورته واستخدم حكومة الإنقاذ الفعلية التي أقامتها جماعته المتطرفة في محاولة لكسب الحكومات الدولية والأقليات الدينية والعرقية في البلاد.
كما سعت جهود الجولاني إلى توسيع الدعم العام لجماعته وشرعيتها، من خلال تقديم نفسه كبطل للتعددية والتسامح لإعادة صياغة علامته التجارية، ومع ذلك، فقد مرت سنوات منذ أن حققت الفصائل المسلحة السورية، المتمركزة في شمال غرب البلاد، أي تقدم عسكري كبير ضد الأسد.
وأشار التقرير إلى أن حكومة الرئيس السوري، حافظت بدعم من إيران وروسيا، على سيطرتها على حوالي 70٪ من البلاد، ما ترك الجولاني في حالة من الجمود رفقة جماعته الإرهابية هيئة تحرير الشام – النصرة سابقا، خارج دائرة الضوء.
وتعود علاقات الجولاني بتنظيم القاعدة إلى عام 2003، عندما انضم إلى المتطرفين الذين يقاتلون القوات الأمريكية في العراق، كما تم اعتقاله مرات عدة من قبل الجيش الأمريكي، لكنه بقي في العراق.
خلال ذلك الوقت، انتزع تنظيم القاعدة السيطرة على الجماعات ذات التفكير المماثل وشكَّل تنظيم الدولة المتطرف في العراق بقيادة أبو بكر البغدادي، وفي عام 2011، أدت الانتفاضة الشعبية ضد الأسد في سوريا إلى حملة قمع، وأدت على الناحية الأخرى إلى حرب شاملة مع الفصائل المسلحة والميليشيات.
وازدادت شهرة الجولاني عندما أرسله البغدادي إلى سوريا لتأسيس فرع لتنظيم القاعدة يسمى جبهة النصرة، وقد صنفت الولايات المتحدة المجموعة الجديدة كمنظمة إرهابية، ولا يزال هذا التصنيف قائما حتى الآن، وقد وضعت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
ومع اشتداد حدة الحرب الأهلية في سوريا في عام 2013، اشتدت طموحات الجولاني، فقد تحدى دعوات البغدادي لحل جبهة النصرة ودمجها مع عمليات القاعدة في العراق، لتشكيل تنظيم الدولة.
ومع ذلك، أعلن الجولاني ولاءه لتنظيم القاعدة، الذي نأى بنفسه لاحقا عن داعش، وقد خاضت جبهة النصرة معركة ضد داعش وقضت على الكثير من منافسيها بين الفصائل المسلحة السورية للأسد.
وفي أول مقابلة له في عام 2014، أبقى الجولاني وجهه مغطى، وقال لمراسل شبكة الجزيرة القطرية، إنه يرفض المحادثات السياسية في جنيف لإنهاء الصراع، وقال إن هدفه هو رؤية سوريا تحكمها الشريعة الإسلامية، على حد تعبيره، وأوضح أنه لا يوجد مكان للأقليات العلوية والشيعية والدرزية والمسيحية في البلاد.
في عام 2016، كشف الجولاني عن وجهه للجمهور لأول مرة في رسالة فيديو أعلن فيها أن مجموعته أعادت تسمية نفسها بجبهة فتح الشام وقطعت علاقاتها بتنظيم القاعدة، وقال في الفيديو، الذي تم تصويره فيه وهو يرتدي زيًا عسكريًا وعمامة: هذه المنظمة الجديدة ليس لها انتماء لأي كيان خارجي، ما مهد هذا التحرك الطريق أمام الجولاني لتأكيد السيطرة الكاملة على الجماعات المسلحة المتصدعة.
وبعد مرور عام، أعاد تحالفه تسمية نفسه مرة أخرى باسم هيئة تحرير الشام بعد اندماج مجموعات أخرى معه، الأمر الذي عزز قوة الجولاني في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، بعد ذلك، اشتبكت هيئة تحرير الشام مع مسلحين إسلاميين مستقلين عارضوا الاندماج، الأمر الذي شجع الجولاني ومجموعته على أن يصبحوا قوة كبيرة في شمال غرب سوريا.
ومع توطيد سلطته، أطلق الجولاني تحولًا، فاستبدل زيه العسكري بقميص وبنطلون، وبدأ يدعو إلى التسامح الديني والتعددية، وناشد الطائفة الدرزية في إدلب، التي استهدفتها جبهة النصرة في السابق، وزار عائلات الأكراد الذين قُتلوا على يد الميليشيات المدعومة من تركيا.
وفي عام 2021، أجرى الجولاني أول مقابلة له مع صحفي أمريكي على قناة بي بي إس، وقال زعيم هيئة تحرير الشام، الذي ارتدى سترة، أن مجموعته لا تشكل أي تهديد للغرب وأن العقوبات المفروضة عليها غير عادلة.
وقال: نعم، لقد انتقدنا السياسات الغربية، لكن شن حرب ضد الولايات المتحدة أو أوروبا من سوريا ليس صحيحا، لم نقل إننا نريد القتال.