شكرا على متابعتكم خبر عن هل التوتر يزيد من تدهور صحة الجهاز المناعي؟
الأربعاء 25/ديسمبر/2024 – 05:27 ص
أصبح التوتر المزمن أحد المشكلات الصحية الأكثر انتشارًا في العصر الحديث، إذ يعاني العديد من الأفراد من تأثيرات التوتر الناتجة عن ضغوط العمل والعلاقات الشخصية والضغوط الاجتماعية، في حين أن التوتر هو استجابة طبيعية للجسم في مواجهة التحديات أو المواقف المهددة، إلا أن التعرض المستمر له قد يؤثر سلبًا على صحة الجسم، وخاصة الجهاز المناعي.
التأثيرات السلبية للتوتر على الجهاز المناعي
وحسب ما نُشر في Psychological Science، يؤثر التوتر المزمن بشكل كبير على قدرة الجسم على التعامل مع الأمراض والعدوى، فحينما يتعرض الجسم لمواقف توترية، يتم إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، وهي هرمونات تُعد جزءًا من رد الفعل الطبيعي للجسم ضد التهديدات، ومع ذلك إذا استمر هذا الوضع لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في وظيفة الجهاز المناعي.
وأظهرت الدراسة أن التعرض المستمر للتوتر يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات الكورتيزول في الدم، وهذا الهرمون في حين أنه يساعد الجسم على التكيف مع الضغوط المؤقتة، يمكن أن يكون له آثار سلبية إذا بقي مستوياته مرتفعة لفترات طويلة، ومن بين هذه التأثيرات السلبية، تراجع قدرة الجهاز المناعي على مواجهة الالتهابات والعدوى.
تأثيرات التوتر على خلايا الدم البيضاء
أحد أوجه التأثيرات المباشرة للتوتر المزمن هو تأثيره على خلايا الدم البيضاء، وهي جزء أساسي من جهاز المناعة في الجسم، وخلايا الدم البيضاء مسؤولة عن محاربة الجراثيم والفيروسات التي تدخل الجسم.
وتشير دراسة نشرت في Journal of Immunology إلى أن التوتر المزمن يمكن أن يقلل من فعالية هذه الخلايا، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
وزيادة مستويات الكورتيزول بسبب التوتر المزمن تؤدي إلى تقليل إنتاج خلايا الدم البيضاء، وكذلك تقليل نشاطها، وهذا يمكن أن يضعف قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات المزمنة، ويزيد من احتمالية الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، والتهابات الجهاز الهضمي، وحتى الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
التأثير على النوم والنظام الغذائي
وإلى جانب تأثير التوتر على الجسم بشكل مباشر، يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى تغييرات سلوكية غير صحية، ومن أبرز هذه التغييرات هو اضطراب النوم وسوء التغذية، فالتوتر المستمر يمكن أن يؤثر على جودة النوم، مما يؤدي إلى تقليل قدرة الجسم على إصلاح الأنسجة وتجديد الخلايا، وعلاوة على ذلك، قد يؤثر التوتر على اختيارات الطعام، مما يؤدي إلى تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكر، والتي يمكن أن تضعف أيضًا الجهاز المناعي.
الوقاية وإدارة التوتر
وللوقاية من تأثيرات التوتر المزمن على الجهاز المناعي، من الضروري تبني استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر، يتضمن ذلك تبني أساليب مثل التأمل، والتنفس العميق، والتمارين الرياضية المنتظمة، التي ثبت علميًا أنها تساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين صحة الجهاز المناعي.
كما ينصح الخبراء بالاهتمام بالنوم الجيد، إذ يساعد النوم الكافي في تعزيز قدرة الجسم على التجدد والتعافي، بالإضافة إلى ذلك، يجب الحفاظ على نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات الطازجة، والدهون الصحية، والأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي تدعم الجهاز المناعي.
ويُعتبر التوتر المزمن من العوامل التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الجسم، خاصة على الجهاز المناعي، من خلال تبني استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر والحفاظ على نمط حياة صحي، يمكن للأفراد تقليل الآثار السلبية لهذا التوتر على صحتهم العامة.