شهد إقليم الأندلس في جنوب إسبانيا حدثًا بيئيًا نادرًا، بعد إعلان بيوبارك فوينخيرولا عن ولادة صغير من لتابير الملايوي، أحد أندر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، في إنجاز وصفه الخبراء بأنه خطوة مهمة في جهود إنقاذ هذا النوع من خطر الاختفاء.
التابير الملايوى
ورغم أن التابير الملايوي يعيش على كوكب الأرض منذ ملايين السنين، فإن مستقبله بات اليوم مرتبطًا بشكل مباشر ببرامج الحماية والحفاظ على التنوع البيولوجي، ولادة هذا الصغير داخل المنتزه تمثل لحظة تاريخية، خاصة أنها جاءت بعد عقود من المحاولات غير الناجحة لتكاثره في الأسر.

التابير الملايوي
وزنه 10 كيلوجرام عند الولادة
الصغير، الذي بلغ وزنه نحو 10 كيلوجرامات عند الولادة، هو نتاج تعاون طويل الأمد بين بيوبارك وبرنامج الحفظ الأوروبي، الذي يضم 23 حديقة حيوان تعمل بشكل منسق لحماية هذه الفصيلة النادرة. وجاء هذا النجاح بعد سنوات من التخطيط، خصوصًا عقب وصول الذكر ميكونج ، من السويد عام 2023 للاقتران بالأنثى راوا، وهو ما مهد الطريق لهذا الإنجاز.
صنف مهدد بالإنقراض منذ 1986
وبحسب إدارة المنتزه، فإن التابير الملايوي صُنف ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض منذ عام 1986، نتيجة تدمير الغابات، وتجزئة الموائل الطبيعية، والصيد غير المشروع، وتشير تقديرات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إلى أن أعداده تراجعت بنسبة 50% خلال العقود الثلاثة الماضية، ولم يتبقَّ منه اليوم سوى نحو ألفي فرد فقط حول العالم، يعيش عدد محدود منهم في حدائق حيوان مشاركة في برامج حماية خاصة.
ومن المتوقع أن يبقى الصغير مع أمه لمدة تتراوح بين ستة وتسعة أشهر، قبل نقله إلى حديقة حيوان أوروبية أخرى، حيث سيتعلم السلوكيات الأساسية اللازمة لنموه الطبيعي.
لم يتغير شكله منذ أكثر من 20 مليون عام
ويُعرف التابير الملايوي بلقبه الشهير الحفرية الحية، نظرًا لكونه أحد أقدم الثدييات التي لم يتغير شكلها كثيرًا منذ أكثر من 20 مليون عام. إلا أن الخبراء يحذرون من أن هذا النجاح، رغم أهميته، لن يكون كافيًا ما لم يترافق مع حماية فعلية للغابات الآسيوية التي تشكل موطنه الأصلي، خاصة في ظل توسع زراعة نخيل الزيت وتأثيرات التغير المناخي.
وبينما يمثل هذا الميلاد بارقة أمل جديدة، يؤكد المختصون أن إنقاذ التابير الملايوي يتطلب جهودًا عالمية مستمرة لضمان بقاء هذا الكائن النادر شاهدًا حيًا على تاريخ الطبيعة.

تعليقات